مختار الرحبيمختار الرحبي

تحالف الأنذال


كيف اجتمع عبد الملك الحوثي القادم من الكهوف والجبال صاحب نظرية أحقية الحكم الإلهي وبين علي عبدالله صالح صاحب نظرية مع الجميع ضد الجميع حيث يحسب على نظرية المصالح قبل المبادئ وكيف اصبح تحالفهم بهذه الصورة التي نشاهدها ،
علي عبدالله صالح تحالف مع الناصرين في السبعينات من القرن الماضي وباعهم وقتل معظم قياداتهم التاريخية وانتقل الى حضن الاخوان المسلمين  في الثمانينات لمواجه المد الشيوعي الماركسي الذي اجتاح المناطق الوسطى وانتقل الى حضن الحزب الاشتراكي في بداية التسعينات ودخل معهم في شراكة وتم تحقيق الوحدة في ذلكم التاريخ لكنه سرعان ما انقلب عليهم وخاض ضدهم حرب ما يعرف بحرب الردة والانفصال وكان معه حزب الإصلاح وبقية المكونات السياسية الأخرى وعاد بعد عام94 ليتحالف مع الإصلاح وفارق الإصلاح في بداية الالفية وبدأ يمهد لحكم الأولاد من خلال تقليدهم مناصب حساسة في الجهاز الأمني والعسكري خاض حرب مع الحوثيين في 2004م وكانت الحروب أشبه ما تكون بمسرحية الغرض منها تصفية الجيش الوطني وتمكين جيش العائلة من الاستقواء والتمكين وهو ما ظهر بعد ذلك من خلال الانقلاب مع الحوثيين في 21 سبتمبر 2014 , علي عبدالله صالح رجل سياسي مراوغ يجيد اللعب بالأوراق فكان يستخدم القاعدة لتحقيق مصالحة واستخدم الحوثيين لسنوات طويلة لابتزاز المملكة العربية السعودية فحروب صعدة كانت تندلع باتصال منه وتنتهى أيضا باتصال , 
اما عبدالملك الحوثي فهو شخصية شابة لا يمتلك أي مؤهلات تجعل منه قائد سياسي او حتى عسكري وكل مؤهلاته انه هاشمي النسب يجيد الصراخ في الخطب والمحاضرات التي تستمر لساعات دون ان يأتي بجديد سوى تناقظات أصبحت مواد للتندر في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي , كان يتحدث عن علي صالح ويوجه له اقذع الشتائم واليوم يوجه انصاره بعدم المساس من الزعيم والمؤتمر , كان يتحدث عن حكومة باسندوة انها فاسدة وفاشلة لكن بعد الانقلاب اتضح لنا ان الفساد والفشل ماركة مسجلة للحوثيين كان يتحدث عن معاناة الناس وانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار والجرعات السعرية التي كانت تقوم بها الحكومات السابقة لكن بعد الانقلاب الكهرباء لم تقوم بزيارة اليمن طوال ثمانية اشهر والمشتقات النفطية أصبحت حلم بالنسبة لليمنيين وأصبح معظم قيادات حركته تجار في السوق السوداء فكلما اردت ان تحصل على بترول عليك ان تقوم بزيارة منزل أبو الحسن او أبو طه او ابوحرفشة او أبو العباس وغيرها من القاب قيادات جماعته ستحصل على بترول وديزل وغاز لكن بسعر يزيد 500% عن السعر الرسمي الذي كان يباع فيه أيام باسندوة هكذا قدم عبدالملك الحوثي حلولا لرتفاع أسعار المشتقات النفطية أما معاناة الناس فحدث ولا حرج اليمن عاد مائة عام في هذ الاطار , عبدالملك الحوثي خرج يتحدث عن الخيارات الاستراتيجية وانه مضطر لاستخدامها فتم تحرير مدينة عدن خرج في خطاب لمدة ساعتين وبرر ذلك ان اتباع مسيرته كانوا في إجازة عيد الفطر , انتظر انصاره الخيارات فتحررت الضالع وابين وأجزاء من شبوة ولم تأتي الخيارات , ارسل رسائل تهديد لقوات التحالف ان صنعاء خط احمر فتحررت مارب وأيضا لم يرى انصاره الخيارات الاستراتيجية لكن الشعب اليمني عرف خياراته الاستراتيجية حيث تمثلت بانعدام شامل لكل مقومات الحياة لا كهرباء ولا مياه ولا بترول ولا ديزل ولا غاز حيث عاد الشعب اليمني لاستخدم الحطب في صنع الطعام , هكذا هم الانذال حين يتحالفون لقد دمروا كل شيء جميل في اليمن كان لدينا جامعات استخدموها متارس ومخازن للسلاح كان لدينا معسكرات سلمها صالح لمجوعة من المراهقين ليقتلوا كل من خرج ضد صالح وكل من وقف ضد مسيرة عبدالملك , كان لدينا مدارس تم بنائها على حساب المملكة والكويت والعراق سلمها صالح للحوثي لينتقم من دول التحالف التي بنتها ولكي يستخدمها الحوثي في أغراض عسكرية , 
الأن وبعد ثمانية أشهر من الحرب ما يزال الانذال يتحدثون عن الصمود وانتصارات في جيزان وعسير ونجران لكن يبدوا انهم لا يتابعون اخبار تقدم المقاومة في تعز ومارب وكيف أن الجيش والتحالف أصبح على تخوم صنعاء، 
يبدوا ان عبد الملك الحوثي ساعد علي صالح في التأقلم على حياة الكهوف والبدرومات التي كان يهددنا بها صالح الصماد ذات يوم في دار الرئاسة، 
حاول علي صالح من حلال مقابلات تلفزيونية العودة الى الصدارة من خلال تطرقه لملفات تاريخية بين اليمن والمملكة لكنه اختار لنفسه نهاية مشابهة لنهاية مراهق مرآن وأصبحوا مشتركون في النهايات، 
لا يحملون هم وطن وشعب ومقدرات وطن بل إن الانذال اتفقوا على تدمير مؤسسات الدولة من خلال إقحام عناصر حوثية في كل مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية وهنا يكمن العبث والتدمير كيف لعناصر تدربت على السلاح لا على الكمبيوتر والشبكات الالكترونية عناصر تخرجت من سجون الامن القومي والسياسي والبحث الجنائي واقسام الشرطة لم يتخرجوا من جامعة صنعاء او القاهرة او بغداد ولكم ان تبحثوا اين كان علي أبو الحاكم في 2004 وأين كان محمد علي الحوثي الى 2008
لقد حاول الانذال اقتسام اليمن الأول يمتلك الجيش والمؤسسات والأخر يمتلك المرجعية الدينيه،
 لكن عاصفة الحزم عرقلت مشروعهم وأنهت احلامهم وجعلتهم يتخبطون يبحثون عن حلول تبقيهم على الأقل على قيد الحياة بحجمهم الطبيعي،

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1827 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد