كتب كتب

رؤية تحليلية في مسيرة الزيدية و مستقبل الفكر..

بقلم / الوليد اليماني 

قال احد المحللين السياسيين البارزين في اليمن و الذي فضل عدم ذكر اسمة في هذا المقال المنسوب اليه ، بان مشروع الطائفية السياسية وادعاء احتكار تمثيل الزيدية الذي يتصدره الحوثي اليوم في اليمن الأعلى، وزيادة مظاهر التشيع في تلك المناطق، وصمتت رموز ومرجعيات الطائفة الزيدية في اليمن عن مواجهته، كما جاء على لسان القاضي العمراني، حينما دعا اتباع الزيدية بالانكفاء والسكوت حيال ما يجري.

و أردف المحلل السياسي بقوله ،بان الأمر هنا هو اخطر ما يهدد الوحدة الوطنية في اليمن، لأنه يجعل من الزيدية بماهي مذهب اسلامي، طائفة دينية علي راسها امام ما يستدعي فرزا طائفيا مقابلا للفرز الشيعي، وظهور مشاريع طائفية مضادة، ستدخل اليمن في صراع دموي عناوينه هي نفس العناوين التي استنزفت التاريخ الاسلامي: الحسين وزيد ومعاوية وعلي ويزيد ويوم السقيفة والفتنة الكبرى التي عاشتها الأمة منذ آلاف السنين.

"وقال بان هذا التنظير على مدى التاريخ تؤكد اصرارنا كأمة على غرس الحراب في صدورنا واجترار حروب الطوائف". و علل هذا الطرح بقولة، بان غياب المشروع الوطني و المدني الجامع في اليمن يرفض الطائفية السياسية، و لتشبث غلاة المركز المقدس وإصرارهم على التحكم بمصائر اليمنيين، ورفضهم لمخرجات الحوار الوطني التي ارتضاها كل اليمنيين مؤخراً بعد حوار طويل جاد وعاقل ومسؤول، والقول علانية لكل اليمنيين اما القبول بسطوة المركز المقدس او الذهاب الى الجحيم الطائفي.

ان الصراع السياسي في اليمن اليوم بين دعاة مشروع التغيير السياسي وفق المبادرة الخليجية واتباع بقاء المركز المقدس، يراد إلباسه بلبوس طائفية تستدعى ولاية الفقيه ودولة داعش وهو يهدف الى اخافة اليمنيين من التغيير ودفعهم نحو فكر القطعان الطائفي.

 لقد اكتوى اليمانيون بنيران الحروب والصراعات على السلطة ، ولكن ما هو قادم هو اخطر لان جحيم دانتي سيكون نزهة ليس الا، فالجماعات الطائفية الشيعية والسنية تريد اعادة صياغة العقل اليمني طبقا لقراءات تحريفية للمذاهب الاسلامية أشبه بما يحدث اليوم بالمذهب الزيدي من خلال الوثيقة الفكرية الثقافية للزيدية (الشيعية)التي تبنتها جماعة الحوثيين مطلع 2012، وتعمل بإصرار لفرضها على المجتمع اليمني، وتحويل مضامينها الرجعية إلي حقائق سياسية مستفيدة من غياب المشروع المدني الوطني فتعيد تسمية اي مشاريع فرز هوياتي في اليمن الى اصلها المذهبي المناطقي التناحري.

و قال الكاتب ، بان علامات المقابل لهذا بدأت تبرز بعض حالات الاستدعاء للاصطفاف خلف الارهاب السني باعتباره حائط الدفاع الاخير ضد الارهاب الشيعي. ان فرزا طائفيا نتناً ينتظر اليمن كما توقع حكيم اليمن الدكتور الأرياني قبل سنوات عديدة مع بدء مشروع تشييع الزيدية عبر الحوثية، واضيف اليه ان الخطاب الطائفي مثل طفح المجاري سيلوث كل ما بقي من جميل في النسيج الاجتماعي الذي صنعته ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين.

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1204 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد