يمنيون لا طائفيون

بقلم / تيماء محمد المتوكل 

ما أشبه اليوم بالأمس إذ يتصارع العرب والمسلمون فيما بينهم من منطلقات طائفية ، فيغفلون أو يتجاهلون بناء دولهم ، ويمزقون نسيجهم الاجتماعي ، ويخربون اقتصادهم بأيديهم ، ويتحالفون مع هذا الطرف الدول والإقليمي أو ذاك ضد أبناء جلدتهم ، فتكون المصلحة لعدوهم والخراب والدمار نصيبهم .

اصبح واقع الوطن العربي الذي يتراقص في مسرحه الطائفيون ، على اختلاف مشاربهم ، يذكر بالواقع الذي كان يعيشه أهل يثرب قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم  ، فقد كان بني قينقاع اليهود داخلين في حلف مع بني الأوس العرب ضد بني النظير وبني قريظة اليهود وحلفائهم من بني الخزرج العرب ، وكانت الحروب مشتعلة بين الطرفين على قدم وساق ، لكن اليهود كانوا مستفيدين من هذا الصراع من خلال تنمية أسواقهم ، وتجارتهم ، التي كانوا يفتحونها للعرب وغيرهم من أهل يثرب ، ليس من شك أن الغلو في التطرف والتعصب الديني والصراع السياسي الذي  ينتشر في اليمن له تاثيرات على الحاضر و المستقبل ، ﻓﺎﻟنزاعات الطائفية ذات الغطاء السياسي اداء إلى ﺩﻣﺎﺭالوطن وزراعة العنف عند الاجيال القادمة ، فهل يدرك اولئك الطائفين السياسيين بان هذه الظاهرة المؤلمة قد أعطت فرصة لأعداء الإسلام لشن حملة ظالمة من الافتراءات والمزاعم التي أرادت أن تلصق بالإسلام تهم التعصب والإرهاب وعدم التسامح وغير ذلك من الدعاوى التي لا أصل لها في الإسلام ولا سند لها في العلم ولا من الواقع التاريخي. فكان هؤلاء بقصد منهم أو بغير قصد عونا لأعداء هذه الأمة على تحقيق مرادهم في النيل من الإسلام وأهله .
نريد ان نكون وطنيون لا مسيسين ، وطنيون موحدين لا ممزقين ،وطنيون لا محربين فوضويين ، وطنيون لأجل الوطن وحلم اليمن ،
بدلات الطوائف السياسية المشتعلة ضعوها على معالق الصخور وفي قيعان البحار ، لا في المسجد والمدراس والجامعات  .
الم يرى كيف احترقت المساجد ؟ الم يري كيف تشردت الشعوب ، البسوا الاسلام بعباءة الموت هذه وخدعوا الشباب ، لماذا يصمت رجال الدين ويشاركون في نحر شعوبهم ،وتجار المذاهب السياسية  وتوصيل الموت الى البيوت ، لماذا يرفعون شعار الموت ضد الحياة !!
اقول لهم أخرجوا من العباءات الطائفية ومن مصائد الموت هذه ، أخرجوا من الكراهية فيما بينكم ، أخرجوا من عباءات زعماء العصابات الذين يقودونكم لقتل أهلكم ، أخرجوا من عالم الموت لرحاب الأوطان ، ارسموا البسمة في اوجه الاطفال واجعلوا الحلم حقيقة في اوجه الشباب.