نشوان السميرينشوان السميري

التمثيل الخاطئ للمؤسسات

الخلط بيننا كأشخاص وبين تمثلينا لجهات عملنا خاطئ ومضر!
بعض الشباب الذين أصبحوا يمثلون بعض الوسائل الإعلامية الدولية أو المنظمات الوطنية أو الدولية يخلطون بسبب ضعف الخبرة ربما أو قلة المهنية بين صورتهم الشخصية وصورة الجهة التي يمثلونها، ولذا يقعون في أخطاء تسيء إلى مؤسساتهم التي ائتمنتهم على صورتها أكثر من إساءتها لهم شخصيا.

أحد هؤلاء الأشخاص (رجلا كان أم امرأة) اتصل بي قبل أيام يطلب مني التدريب في موضوع إعلامي واقترح موعدا عاجلا ووافقت، وفي اليوم نفسه وفي وقت متأخر من الليل أيضا اتصل يلغي الموعد ليطلب السيرة الذاتية التي كان من المفروض أن يطلع عليها قبل طلب الموعد معي، و"طنشنا" له/ها هذه الهفوة لمعرفة سابقة بيننا، وإذا به يطلب ثانية أن أكتب له خبرتي في الموضوع الذي طلبه، فوجدت نفسي أرفض العمل وأجيبه بأن لا خبرة لي في هذا الموضوع، لسوء تنسيقه.
اختفى هذا الشخص تماما بعدها، ولم يغلق مربع الحوار معي بكلمة مثل الشكر على إبداء تعاوني معه، أو ابلاغي بوجود بديل أكثر خبرة أو بأي كلمة، وتجاهلني تماما وكأني بائع لم يجد عنده زبادي فذهب إلى بقالة أخرى!
هل يتوقع هذا الشخص أن أقبل التعامل معه مستقبلا او مع مؤسسته مادام هو فيها؟ أو أن أنقل انطباعاً حسناً عنه وعن مؤسسته؟ بالتأكيد سيكون واهماً كبيرا.
المهنية في هكذا مواقف -كما يعلمنا الكمبيوتر-تقتضي إغلاق أي مربعات حوار بدأناها مع الغير احتراماً وحتى نتمكن من إعادة العمل معهم أو استمرار العلاقة الطيبة الإنسانية، لأنهم بشر أساسا.
نصيحتي أن نحسن تمثيل جهة عملنا، وألا نخلط بين أشخاصنا الطبيعيين وبين تمثيلنا لجهة عملنا، فسنرتاح حينها لهذا الفصل، ولن يتم تفسير أي تصرف سوى في إطاره المهني لا الشخصي، ولذا سنخرج بأقل صراعات أو سوء فهم أو عقد نفسية لا أساس مهني لها؛ أو أحقادٍ سخيفةٍ وضغائن.

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

901 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد