كتب كتب

السلام بديلا عن سرطان الحرب..!

بقلم /  محمد العزعزي
--------------
"الحرب سرطان الحضارات" كما قال المؤرخ البرطاني الكبير أرلوند توينبي... وفي بلدي اليمن الغارق بالفقر والفساد منذ 40 عاما زادت عصابة مافيا الحروب اغراق البلد بحرب اهلية ازهقت الحرث والنسل تحت مبرر اما احكمك او اقتلك هذه هي"ثقافة الحرب"،السائدة ثقافة الصراع: صراع فرض ثقافة الهضبة منذ الف عام واستبدالها بصراع الإثنا عشرية المهجنة وغير الشرعية في اقليم آزال أو صراع المذاهب الدينية أو الطائفية... وبمناسبة جنيف 2 لمحادثة السلام اتمنى ان يفهم اخواننا في صنعاء ان القاتل علي صالح وحليفه الطفل المدلل الحوثي  أن اطالة امد الحرب ليست من مصلحتنا جميعا وعليهم مقاومة الاستبداد وتجار الحروب لطرد شبح الحرب ونشر ثقافة السلام بديلا لثقافة الصراع.
*************
ومن وجهة نظري  فإن ثقافة السلام يجب أن تنبني -في هذا الوقت الذي يطرح فيه حوار الشرعية والانقلاب في سويسرا   على الضرورات الخمس على أنها الأسس الضرورية لاستمرار حياة الإنسان وخدمة مصالحه العليا التي هي الغاية من كل دين، ومن هنا حرمت جميع الديانات المس بها  وهي: حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، وحفظ الدين.
وما يحزن ان يستخدم الانسان للقتل دون هدف فماذا سيجني من يأتي من صنعاء وصعدة ليموت جوار قصر المخلوع في تعز فهل هذا القصر المبني من عرق الشعب هو كعبة مشرفة ام بيت نبي؟
1 - إن مايمارس على تعز من قنص وقصف وحصار وقتل هي جرائم ضد الانسانية وتتعارض مع مفهوم "حفظ النفس" وهو كف الأذى عنها مهما كان نوعه وبجميع أشكاله، العرقي والديني والاجتماعي والاقتصادي والحقوقي والإفناء الجماعي الخ… لقد شرع الله في الديانات أن النفس بالنفس، ولكن ليس انتقاما ولا ثأرا، بل كبحا للميول العدوانية الحوثعفاشية الفاشستية وردعا لهم مهما طال اوقصر الزمن "النفس بالنفس" من هنا فإن من بغى علينا سنقاضيه طال الزمن اوقصر تطبيقا  لقوله تعالى: "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). 
******************
2 - ان الميول العدوانية في الحرب على تعز وقتل الناس  لا ينمي ميول التساهل والتسامح مع لصوص حصد الارواح بغير ذنب  لقد جسد برابرة العصر القبيح بأبشع صوره ولم يفرقوا بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ، بين النافع وغير النافع، بين المفيد وغير المفيد... وهكذا فقد خسروا معاني الانسانية وهم يمارسوا معاني القبح الذي يقوم على مبدأ "المنفعة" والوسيلة تبرر الغاية.
***************
3 –اولاد الكهف وسماسرة الشيطان اهلكوا الحرث والنسل" بسلوك  حيواني بعيدين عن اخلاق الجماعة والأمة والوطن والدين والإنسانية.
**************
4 –هذه الجماعة الشيطانية استباحت الحقوق والحريات ونهبت المنازل وهاهو منزل الاستاذ علي اليزيدي وزير الخدمة المدنية سابقا وعضو الامانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري  ينهب وهذه من الخيارات السيئة التي ينفذها اولاد الشيطان في صنعاء بينما يتعرض منزل الاخ عبدالرقيب فتح للتهديد وأسرة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي للتهديد بالقتل .
لقد مارس الانقلابيون الارهاب بكل الوانه واشكاله وبمختلف وسائل السخف والايذاء والترويع لكل الناس دون اعتبار لهذا الشعب الصابر من جهة أخرى"هذه الطغمة الفاشية تنكرت صراحة  للجانب الأخلاقي وقيم الانسانية.
***************
 5-لقد مارست هذه الفئة الباغية داء الغلو والتطرف في  الدين والغلو والتطرف في سفك الدماء ونهب الاموال فقاموا بالغاء وظيفة الدين التي هي حفظ المصالح، ويجر إلى توظيفه في غير ما وضع له، بل إلى استعماله ضد النفس والعقل والنسل والمال.
*****************
إن ثقافة السلام هي، أولا وقبل كل شيء، ثقافة السلام مع الله، وبالتالي فهي ثقافة للسلم مع خلقه، أفرادا وجماعات، وبالتالي فلا يجوز استمرار العدوان بدعوى أن هذا المذهب الاثنا عشري الدخيل على اليمن أو ذاك أقرب إلى جماعة انصار الله فالدين كله لله.
*****************
وإذا كان من الظرورة ان نقول لكل مقام مقال، كما يقال، فإن المقام في هذه الأيام، يستحثنا على استحضار اسم مدينة السلام تعز التي تموت بنيران الحرس العائلي وهي بالفعل  تستحق لقب مدينة  السلم "والسلام".
****************
 تعز: مهد الثقافة والحضارة  التي يدعونا تاريخها ومستقبلها للعمل معا من أجل أن تصبح فعلا  مدينة للسلام.. لا تزهق فيها نفس، ولا تنتزع فيها أرض، ولا تشرد فيها عائلة، ولا يهجَّـر عنها ساكن فقط ارفعوا بشمرجتكم ومعسكراتكم عن تعز ودعونا نعيش وابحثوا عن داعش وأخواتها في عقولكم.
*****************
نريد أن نصل للحرية ونحكم انفسنا بعيدا عن هيمنة "العكفة" نريدها حياة من أجل حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل وحفظ المال وحفظ الدين في "مدينة العلم والحلم والفن والجمال وعاصمة الثقافة والسلام.

شبكة صوت الحرية -

منذ 8 سنوات

-

1931 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد