مفيد الغيلانيمفيد الغيلاني

عيد الأم في زمن المليشيات، وجع مستفز؟!!

في 21 من مارس، اعتاد اليمنيون الاحتفال بعيد الأم منذ سنوات طويلة، لكنه هذا العام2017 جاء محفوف بالألم والفقد واليتم، خاصة مع دخول حرب الانقلابيين عامها الثالث، تلك الحرب التي فقدت بسببها آلاف الأمهات أبناءهن، فهي اليوم أم الشهيد وزوجته وأخته، عيد الأم مر اليوم حاملا في تجاعيده، جرعات من الألم، وباقة ورد حافي، وذكريات قهر، مر اليوم ليسكب دموعه الحارة على جبين أم مازالت تبحث عن حطام فرح وسط ركام الحرب التي سلبت فلذات أكبادهن، دون رجعة.

في كل دول العالم اليوم احتفلت الأمهات بعيد الأم في جو بهيج من الفرحة ولمّ الشمل، لكن الأمهات في اليمن يحتفلن بالجراح والتضحيات، إحتفلن بمقاومة اليأس بالأمل، والعجز بالقدرة، والضعف بالشجاعة، احتفلن بالألم وسط حدائق الموت التي صنعتها مليشيات الانقلاب

اليوم لم يعد 21 من مأرس، يعني أمهات اليمنيين كما كان يعني لهن الكثير والكثير، قبل حرب المليشيات، لم يعد يعني لهن سوى أن يحتفلن بالتضحيات في سبيل الخلاص من المليشيات الإنقلابية، التي لم تجلب معها غير ركام الأحزان والمعاناة والقهر والوجع المستفز الذي يستدعي ذكريات زمن ماقبل المليشيات، زمن لم الشمل والهدايا وتجسيد أواصر الروابط الاجتماعية التي دمر الانقلابيون نسيجها

لن تحتفل امهات اليمنين هذا العام بعيدهن، تماما كما لم يحتفلوا به العام الماضي، فالحزن هو العلامة البارزة في جبينهن وحرب الإنقلابين هي الوحشة الساكنة في دهاليز ارواحهن، والموت هو الفتحة المنصوبة في ناصية أبنائهن

مر عيد الأم اليمنية اليوم وهي لا تزال تدفع الثمن الباهض من حرب الانقلابيين، فمنهن من فقدن أولادهن وأزواجهن، شهداء أو مختطفين أو مفقودين أو معاقين.. وآخريات شردن من منازلهن ووجدن أنفسهن في مخيمات النزوح هرباً أو أجبرن من نيران الانقلابيين

في عيد الأم؛ أمهات اليمن ثكالى بالوجع والخوف والفقد والألم.. ولم يتبقى لهن سوى الصبر، فهو قوتهن في مقاومة جرائم المليشيات، التي زرعت الموت والخوف والجوع والجهل.

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

798 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد