محمد القادريمحمد القادري

خدمة كبيرة قدمتها نكبة الحوثي لثورة 26 سبتمبر

نكبة 21 سبتمبر الحوثية ، كلما قدمته وفعلته وحققته تعتبر مصائب وكوارث بحق اليمن والشعب وثورة 26 سبتمبر الخالدة التي كانت النكبة مجرد انقلاب مضاد على أهدافها وفكرها، إلا ان هناك خدمة كبيرة وايجابية وحيدة قدمتها نكبة الحوثي لثورة سبتمبر ، وهي أنها جعلت ابناء اليمن يلتفون حول ثورة ايلول المجيدة ويغوصون في أعماقها حباً وعشقاً وثقافة ، ويفتشون معانيها ادراكاً ومعرفة ، ويتوحدون في دربها مساراً ونضالاً.

 

كنا قبل نكبة 21 سبتمبر الحوثية ، معرفتنا ضئيلة ومحدودة وثقافتنا بسيطة حول ثورة 26 سبتمبر ، وكانت احتفالاتنا بها احتفالات عابرة سطحية دون قيمة وتعظيم ، ولكننا اليوم أصبحنا نقدس هذه الثورة التليدة ونتحدث عنها من داخل قلوبنا ، واصبح احتفالنا بذكراها احتفالاً نحييه من داخل وجداننا واحساسنا ومشاعرنا ونحتفي به بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

 

 كنا من قبل لم نعرف عن ثورة 26 سبتمبر سوى مجرد احداث بسيطة ، ولم ندري ما هي عصور الأمامة المستبدة الظالمة وممارستها بحق الشعب ، ولم ندرك أسباب قيام تلك الثورة عليها ، والسبب يعود إلى التعليم الذي لم يتضمن تدريس منهج تأريخي متكامل عن ثورة سبتمبر يتحدث عن كل جرائم الامامة واستبدادها ، إذ اقتصر المنهج الدراسي على تدريس تأريخ ثورة سبتمبر في احد الصفوف الدراسية  فقط كباب واحد في مادة التأريخ يتحدث عن احداث مختصرة للثورة ، وهذا ما جعل الجيل ذو معرفة بسيطة عن هذه الثورة ، ولكن نكبة الحوثي علمتنا وعرفتنا بقيمة ثورة سبتمبر وعززت معرفتنا من خلال مشاهدتنا الواقعية لجرائمها واستبدادها وعنصريتها التي لا تختلف عن ما كانت تمارسه الامامة في عهد ما قبل الثورة .

 

أيضاً من ضمن الأسباب التي جعلت معرفتنا بسيطة بثورة سبتمبر من قبل ، هو ان اجدادنا الذين عاصروا عهد الامامة الكهنوتية ، لم يحدثوا ابناءهم عن جرائم الامامة وممارستها البغيضة ليوعوا ابناءهم ويثقفوهم ثقافة سبتمبرية ، وذلك لأن اولئك الاجداد كانوا غير متعلمين وتركيزهم محدود في جانب العمل في الزراعة ، بل ان معرفتهم ايضاً محدودة عن كلما حدث في عهد الامامة بسبب انهم عاشوا حينها في معزل عن مايدور في المجتمع لأنهم في عهد تخلف لا يوجد به إعلام ولا وسائل تواصل ومعرفة.

 

 اليوم اصبحنا اكثر تمسكاً بثورة 26 سبتمبر واكثر ايماناً بها واكثر حباً لها ، والفضل يعود لنكبة 21 سبتمبر الحوثية التي جعلتنا نعود لعهد الامامة ونتجرع ويلات السلالة المستبدة ونعيش ماضي اجدادنا في حاضرنا  ، مما جعلنا نتيقن ان لا منقذ لنا مما نحن فيه إلا بالسير على ثورة 26 سبتمبر المجيدة...  فشكراً للحوثي ونكبته على ما فعلوه فينا تجاه ثورة سبتمبر ، ونعدهم اننا سنحدث ابناءنا عن كل جرائمهم ونثقفهم ثقافة سبتمبرية حتى يعرف الجيل تلو الجيل ما هي عظمة ثورة سبتمبر ، وكي لا تأتي نكبة اخرى في المستقبل وتعيد اليمن مرةً اخرى إلى عهد ما قبل الثورة .

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

760 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد