أنور الصوفيأنور الصوفي

أيها الجنود رفقاً بالقادة

   أيها الجنود لماذا تتحدثون في المجالس عن قادتكم، ولماذا تقولون عنهم إنهم يأخذون من معاشاتكم مبالغاً باهضة؟ اتركوهم يبنون مستقبلهم، فالخصم الذي يخصمونه شهرياً بالكاد سيشتري لهم فلة في ريمي أو الخور، أو منطقة بسيطة في عدن.

 

  أيها الجنود والضباط والصف قادتكم يحتاجون لتأمين مستقبلهم، بالله عليكم كيف لو تفجر الوضع في البلاد، أين سيذهب القادة المبجلون؟ أتريدونهم يذهبون إلى فللهم في عدن؟! بالطبع لا، فهم بحاجة لترتيب وضعهم في الخارج وذلك من خلال شراء فلل وشقق في القاهرة وبيروت، ودبي وغيرها من مدن العالم، لهذا توجب عليهم الخصم من معاشاتكم لتأمين أنفسهم.

 

   أيها الجنود : لماذا تجلسون في مجالسكم وتتحدثون عن الخصم من معاشاتكم؟ ألم تتجندوا في ألوية قادتكم؟ فاليوم كل لواء باسم قائده، ألم تسمعوا بهذه المسميات، لواء أبو فوشه، ولواء أبو البنين، وأبو البنات، ولواء فلان، وعلان وزعطان، هذه ألويتهم فمن حقهم خصم ما يشاؤون من معاشاتكم، فأنتم جزء من أملاكهم، أقصد ألويتهم، فلا تعترضوا على خصم معاشاتكم، عفواً أنتم لم تعترضوا، ولكن لا تتحدثوا عن الخصم في كل مكان تجلسون فيه، فالقادة بحاجة لهذا الخصم وإلا كيف ستسير مواكبهم، وكيف سيصرفون على موائدهم، ومن أين سيشترون فللهم؟

 

  أيها الجنود: رفقاً بالقادة حتى يحصنوا أنفسهم، واصبروا عليهم، فنصف الراتب أفضل من خصمه كاملاً، باركوا لهم الخصم مادام أنكم لم تعترضوا على الخصم .

 

 

   لقد كان الجيش عائلياً، وكان الخصم يذهب لجيب واحد، ولهذا كان الخصم قليلاً جداً، بل لم يكد يذكر في بعض المعسكرات، أما اليوم فكل لواء حق قائده، بل يعتبر ملكاً من أملاكه، حتى التسمية أنتم من أطلقها على الألوية، فبدلاً من حديثكم عن اسم اللواء الحقيقي المعتمد من قبل الوزارة سميتموه باسم القائد، وظن القائد اللواء حقه، فاستخف بكم وخصم معاشكم وسكتم على ذلك، بل جعلتم حديثكم في المجالس القائد حقنا يخصم كذا كذا، وسمع القائد الآخر كلامكم وطبق خصماً مثل صاحبه، ومافيش أحد أحسن من أحد.

 

  أيها الجنود: لقد ظلمتم قادتكم عندما لم تعترضوا على الخصم، وظلمتم أنفسكم عندما خسرتم نصف الراتب ولم تعترضوا، فارفقوا بالقادة، واعترضوا على الخصم ولو كان قليلاً، اعترضوا وقولا : لا للخصم، لا للسرقة، لا لتراكم الذنوب على ظهور قادتكم، لا للجوع لأسركم، لا تتحدثوا في المجالس عن الخصم، ولكن اعترضوا على الخصم، ولا تجعلوا الخصم مجرد حديث مجالس للترفيه.

 

   أيها الجنود والضباط والصف: أقول لكم ما قد سمعناه في العسكرية من خطوات التنظيم التي ربما لا يعرفها بعض القادة، أقول لكم : خطوة بدِّل، وسلامتكم.

شبكة صوت الحرية -

منذ 5 سنوات

-

924 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد