عادل الشجاععادل الشجاع

أبو رأس: شكر مبتذل للسيد وخوف غير مبرر من ذكر الزعيم




هل تذكرون يوم اغتصب أبو راس موقع الزعيم وأعلن نفسه رئيسا للمؤتمر ، بينما هو نائب لرئيس المؤتمر يقوم بأعمال الرئيس حتى ينعقد المؤتمر العام للحزب ، وزعم حينها أنه سيمضي على نهج الزعيم المؤسس ، لكن الواقع اليوم يقول إنه بات واضحا أن أبو راس ومن معه باتوا أداة حوثية ينفذون تعليمات الحوثي ولم يجروء بكلمته التي ألقاها اليوم بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المؤتمر أن يذكر اسم مؤسس المؤتمر الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح  ، وأسموها ذكرى ولم يسموها يوم التأسيس ، لأنهم أصبحوا يتعاملون مع المؤتمر على أنه مجرد ذكرى وليس حاضر ومستقبل .


حتى صورة المؤسس لم تتجاوز النصف متر وضعت بعيدا عن أعين الداخلين إلى قاعة الذكرى ، يأتمرون بأمر السيد ويشربون حليب السباع في مواجهة المؤتمريين الذين ينتقدون هذا الدور الهلامي والثانوي لحزب بحجم المؤتمر بوصفه انتقاصا فاضحا في قرار المؤتمر ومسا مباشرا بحق الحزب وكوادره ، وبدلا من أن تدب النخوة بمن يدعي الحرص على العهد القوي ، يبادر إلى التصدي لمحاولات جعله عهدا تابعا ملحقا باللجنة الثورية .


سيمنون على القواعد أنهم استعادوا المقر ، لكنهم لم يستعيدوا القرار ، فقبل المبنى يحتاج المؤتمر إلى استعادة سيادته وحماية كامل أعضائه ، لأن المتحوثين أصحاب النفوس الضعيفة الخانعة الجشعة سمحوا للحوثي بالسيطرة على الحزب ومصادرة قراره وجعلوه ثكنة تابعة للجنة الثورية ، ومن سخريات القدر أن يسعى هؤلاء المتحوثين بعدما تنكروا للمؤتمر والتحقوا بركب الحوثي حفاضا على مصالحهم ، ولن يكونوا بالنسبة للحوثي سوى أرقام لزوم الاستهلاك الظرفي .


ما قاله أبو راس اليوم لم يتعدى كونه خطبة إنشائية هوائية تسعى إلى تصفية المؤتمر ، فقد أسرف في شكر السيد مرات كثيرة لأنه أعاد له المقر ولم يتجرأ على شكر من بنى المقر أصلا ، ومضى غير أبه لوجع المؤتمريين وجوع اليمنيين ، فما جرى اليوم جعل قواعد وكوادر الحزب تدرك تماما أن حزبها مختطف من قبل المتحوثين الذين يعملون باجتهاد لتفكيك المؤتمر والقضاء التدريجي على كل المبادئ التي قام عليها وتغيير وجهه الجمهوري .


في المحصلة ، لم يعد الانحدار إلى القاع والمؤتمر معصوب العينين بحاجة إلى مجهر لرؤيته والتأكد من حدوثه ، فإذا كان البعض ينتظر من الحوثي أن يعمل على تقوية المؤتمر فهذا انتظار ساذج ، لأن الحوثي يعيش استحقاق الولاية من دون أن يكون لحزب اسمه المؤتمر أي حساب ، ومن يتحالف مع هذه المليشيا ، فإنه يحتضن إرهابا سيرتد عليه وبالا .


يدفن البعض رأسه في الرمال ويرفض وضع الإصبع على الجراح ، فكيف تتوقعون من جماعة تعتقد أنها وجدت قبل أن يوجد هذا الكون وقبل أن يولد الأنبياء والمرسلين ، أن تقبل بكم كشركاء معها وإذا قبلت بالآخرين فهي تريدهم مجرد عبيد وأتباع لا يمتلكون من أمورهم شيئا .


لقد تبادل الجميع اليوم التهاني وعاشوا ذكرى ، فهل هذا كاف ، أم أنه مطلوب تحمل المسؤلية والتطلع لإعادة بناء المؤتمر من جديد ، فالمرحلة شبيهة بمرحلة التأسيس وظروفها ، لكنها تحتاج إلى رجال بحجم ذلك الزمن مؤمنون بالثوابت الوطنية غير خانعين ولا مستسلمين لمصالحهم وعقاراتهم على حساب المصلحة الوطنية .

شبكة صوت الحرية -

منذ 3 سنوات

-

927 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد