فؤاد التميميفؤاد التميمي

سبتمبر ثورة الانسانية

سبتمبر ثورة الانسانية 

لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد دولة الائمة الزيديين في اليمن  الا   ثورة انسانية  كاملة المعاني والاوصاف ثورة  تخلو تماما من مفاهيم صراع السلطة التقليدية  او الانقلابات العابرة  لوصول فئة معينة للحكم واستبدال اخرى كثورات العالم المختلفة  بل كانت ثورة لرد الاعتبار لانسانية المواطن اليمني وتحريره من عبودية الكهنوت والظلم والجبروت والعنصرية التى صادرت حقه في الحياة الكريمة واستغلت الدين زيفا للتسلط على رقاب الناس كاكنيسة في اوروبا  انها ثورة قيم انسانية   عليا  كانت نداء  الحرية والعدالة والمساواة  انها ثورة ضد الارهاب  السلاليى والتطرف العنصري المريض والذي قسم المجتمع الى طبقات من  سادة  يحكومون ويتحكمون ومواطنيين كالعبيد  محكومون بالحديد والنار 


عندما نستعرض خارطة  الوطن المنكوب  بتجلياته الانسانية  الشاملة  لكل التفاصيل الشعبية التى  دفعت اثمان كبيرة من القهر والاذلال والتنكيل وتمزيق نسيجها المجتمعي  واستعباده   وتسخيره بمجمله  كرعايا ورهائن لدفع الاتاوات للائمة الزيدية  واستغلالهم  ونهب  اموالهم بقوة مزدوجة بين الكهنوتية الدينية والقوة الجبرية  القاهرة  فاننا في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  امام تبدل للتأريج في لحظة فاصلة من لحظات انتصار العدالة على الظلم وانتصار الحق  على الباطل  وعودة المظلوم من غيابات الاذلال الى انسانية الكريمة  وحريته التى  وهبها له الخالق  بعد ردح من تسلط سلالة خبيثة سلبت منه اغلى ما يملك في هذه الحياة 

 

لقد ناضل اجدادنا من اجل الحرية والمساواة  والعدالة والاجتماعية والتداول السلمي للسلطة  من اجل التنمية  وايجاد فرص للتعليم والصحة والبيئة النظيفة والخدمات 

فقد  فرض نظام الامامة الكهنوتي  عزلة كاملة على الشعب اليمني وحرمه من ابسط مقومات الحياة الادمية 

ومنع عنه كل فرص التنمية والتجارة والاقتصاد والتعليم  والصحة والفن   وفرض اقسى نظام متخلف شهده  العالم في القرن العشرين فمزج الحكم بالخرافات والشعوذات ومارس التجهيل المتعمد للشعب ووضعه في عزلة كاملة عن العالم الخارجى  فطيلة حكم الائمة لم يكن هناك سفارة اجنبية او عربية في البلد ومنع دخول البعثات الطبية الاعلامية .

وحول اليمن الي اقطاع خاص له ولاسرته وحاشيتة العنصرية السلالية وافرد لها مزايا حصرية  وجعل الشعب كله خدما لها واستعبد الناس بطرق ممنهجة ومدروسة وامتهن كرامتهم بالحديد والنار 


كانت الاصفاد  الحديدية وسيلة  لقهر المواطن  واذلاله  حيث توضع على اقدام وايادي كل سجين يتم الزج به في سجون الامامة الزيدية  بقضية او بدون قضية  .. وكل شخص في حاشية الامام العتصرية  كان قادر على  حبس أي مواطن يمني وقهره وحتى وقتله ان راى ذلك   دون ان يحاسبه احد، فدم السلالي العنصري لا تتساوي  في قانون الائمة الزيدية مع دم المواطن اليمني  فلا عدل ولادولة ومؤسسات امنية انها هيمنة السلالة وسلطتها الدموية  فقط 

لم يكن للامامة في اليمن  نظام بنكي او ادارة محاسبية  فالاموال تجبى من كل مكان الى يد الامام وحاشيتة  ويتم صرفها لتجارتهم الخاصة  واستثماراتهم الخارجية  ولا تصرف اى اموال للتنمية ومشاريع لخدمة الواطنين  فهذه امور معدومة تماما لدي الاماميين جميعا باعتبار ان هذا الشعب لا يستحق ان يصرف عليه ولذلك فتكت الامراض  والاؤبئة بعشرات الالاف من المواطنين  دون ان تحرك الامامة ساكنا نحوهم بل ومنعت حتى المنظمات  الدولية من الدوخول  لتقديم الخدمات الطبية والتزمت مقولتها المشهورة من مات فهو شهيد ومن تعافى فهو عتيق 

كان للامام  وسلالته ثلاث طائرات خاصة بهم ولم يكن يسمح لاي مواطن  يمني بالسفر لان الجوازات كانت حكرا لسلالته العنصرية  وحاشيتة المقربة فقط ماجعل اليمنيين في سجن كبير بوطنهم  لا يستطعون السفر لاي مكان  كان.. 

لم يكن يوازي اجرام الامامة حينها الا الفكر النازي  في المانيا بقيادة هتلر والفاشية في ايطاليا بقيادة موسوليني 

ولذلك اقام الامام علاقات وثقية بهذين النظامين فقط  وقدمت ايطاليا بعض الاسلحة والمدافع للنظام الامام المجرم في صنعاء وتبادل الامام الهدايا مع الزعيم النازي هتلر حيث قدم هتلر عدد من السيارات هدايا للامام  وتبادل الزيارات  وساعد موسولينى الامام على التخلص من ثورة التهاميين وزوده بالاسلحة  الحديثة حينها  ليحصد  الامام ومجرموه اكثر اربعة الالاف قتيل من ابناء تهامة  وثلاثة الالاف سجين لم يخرج منهم الاخمسة وعشرون شخصا  من سجون حجة سيئة الصيت. 

قسم الائمة المتجمع في اليمن الى سادة وعبيد فكل من ينتمى الى الاسر الهاشمية  يختلف تماما عن غيرهم من الموطنينن ويحضى بكل المزايا والرعاية والمناصب والتعليم والصحة ويعيش بقية المجتمع  في  ادني درجات العوز والحاجة والمجاعة بل ويتم نهب اراضيهم و ومحاصيلهم بالقوة والجبروات 

 * ولذلك 

 يجب ان يعنى العالم هذا التغيير الذي احدثته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ويعي ايضا حجم  المهددات الحالية التى تعصف بالوطن والشعب اليمني  بعد ان تمكنت هذه السلالة من العودة بوجهها الجديد المتمثل  بمليشيات الحوثي العنصرية والطائفية  التى سطت على العاصمة صنعاء على حين ضعف الدولة في لحظة تغيير مفصلية كانت تشهدها اليمن  للولوج الى حقبة اللامركزية الادارية وتقاسم السلطة والثروة وتأسيس مبادئ العدالة والدولة الضامنة للحقوق والحريات  

وعلى العالم الحر  ان يشاركنا  في اعادة وهج  ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وان يعرف اكثر عن حقبة ما قبل هذه الثورة الانسانية  وعن مجرمي تلك المرحلة  الذين ارتبطوا حينها بموسوليني وهتلر 

وان يعي اكثر ان  التغاضي اليوم عن جرائم  مليشيات الحوثي التى تمثل امتداد طبيعيا لمجرمي تلك الحقبة والتى عادت  بوجه اكثر قبحا واجراما وتنكيلا عبر مليشيات الحوثي العنصرية الماضوية تستجلب ما كنا قد قهرناه  في السادس والعشرين من سبتمبر عام 62 وتمارس كل سلوكيات الامامة البائدة من اجرام وظلم ــ ويعود الشعب  اليمني الحر يدافع عن حقه  في الحرية والعدالة والمساواة والتداول السلمي للسلطة   ـــ سيشكل وصمة عار في جبين الانسانية والمجتمعات الحرة التى تنادي بحقوق الانسان والديمقراطية والمجتمع الحديث  دون ان تقف مع  الشعب اليمني وهو يكافح من اجل الخلاص من الكهنوت  الجديد المتمثل بمليشيات الحوثي الاجرامية

فؤاد التميمي

شبكة صوت الحرية -

منذ 3 سنوات

-

785 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد