هكذا توحّدنا الساحرة المستديرة

الساحرة المستديرة أو الجلد المدور تسميات أطلقت على الرياضة الشعبية الأولى في العالم، كرة القدم تلك الرياضة التي أصبحت تنتج قيما وتسعى دائما إلى جمع الناس وتوحيدهم، كما تلحظ كذلك تلك الروح الوطنية الجميلة التي تظهر في الملعب خاصة حينما يعزف النشيد الوطني في بداية كل مباراة، كما أضحت المستديرة تجمع كل فئات المجتمع في الملعب وخارجة .

وليلة أمس على استاد الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام تُوج منتخبنا الوطني للناشئين ولأول مرة في تاريخه، ببطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين في نسختها الثامنة، بعد انتصاره على نظيره السعودي بركلات الترجيح 4 - 3 بعد انتهاء شوطي المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما, فكانت الفرحة لكل أبناء اليمن من صعدة حتى المهرة, ولعل التظاهرات التي خرجت بعفوية في جميع المحافظات تجسد التفاني في حب الوطن والفرصة الذهبية للشعور بذاتهم بعد تأكيد هذا الذات .

توحد اليمنيون مع فريقهم لأن مباراة كرة القدم هي الشيء الشفاف الوحيد في حياتهم, وكانت لحظة وحدت الجميع، الجماهير والجميع كانوا سويا بلا عنصرية أو تفرقة الجميع كان سعيدا بهذا النصر الذي حققه المنتحب الوطني للناشئين .

لم يتمالك اليمنيون أنفسهم فشجعوا منتخب بلادهم بقلوبهم وأرواحهم رغم اختلاف انتماءاتهم الحزبية التي تلاشت بينهم وانصهروا جميعاً في حب اليمن وفريقهم الذي أسعدهم رغم الأوقات الصعبة التي يمر بها الوطن , فقد أصبحت الساحرة المستديرة الخيط الذي يجمع اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة .

لقد عادت الفرحة لكل اليمنيين بعد سبع سنوات من انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية على شرعية الوطن , ليعيد اليمنيون شعورهم بالوطن ويرفعون العلم مجدداً، فكان سلوكهم الجمعي حقاً علامة على حبهم لوطنهم بعد محاولات حثيثة من ميلشيات الخراب والدمار لتفريق اليمنيين ليكونوا أحزابًا متفرقة لا يجمعهم أي رابط سوى الخلافات .

أخيراً .. مباراة ليلة أمس كانت امتحاناً صعباً في تأكيد الانتماء للوطن وليس لأيديولوحية أو منطقة أو محافظة أو إقليم، فالمنتخب الوطني للناشئين وحد الانتماء وألغى الفرقة وقرب المسافات والقلوب ,ولا أبالغ لو قلت إن الساحرة المستديرة وحدتنا جميعا, والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .