فؤاد مسعدفؤاد مسعد

من شبوة ومأرب.. ملامح عودة اليمن السعيد


من شبوة المجد والتاريخ ومأرب العرش والحضارة يستأنف اليمانيون معركة استعادة اليمن السعيد، في انطلاقة وطنية يسندها أحرار الأمة العربية لإخماد نار الفرس وتطهير كل شبر في اليمن من رجس العصابات الإيرانية ومشاريعها الإرهابية والإجرامية.





من شبوة ومأرب حيث التقى أبطال اليمن وهم يرسمون الانتصارات الخالدة في مسيرة اليمن الكبير، جاء الإعلان من قيادة التحالف العربي، عن العملية التي طالما انتظرها اليمنيون، “عملية حرية اليمن السعيد”، في مؤتمر صحفي عقده الناطق الرسمي باسم التحالف العميد تركي المالكي، في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة أمس الأول الثلاثاء، وقال فيه إن العملية ستكون على مستوى كافة المحاور والجبهات، مضيفاً أن العملية ستنقل اليمن إلى النماء والازدهار ليصبح في المصفوفة الخليجية.




لقد جاء الإعلان في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن، وفي ظل مواجهة حاسمة مع مشروع الإمامة والكهنوت الذي تدعمه ملالي طهران ومرجعيات قُم، بعدما تلقت إيران وأذنابها دروساً بالغة القسوة في الصمود والشموخ والإباء اليمني والعربي، ودفعت عصابات الحوثي وأسيادها الإيرانيون ثمناً باهظاً جراء محاولاتهم المستميتة دخول مأرب، والاستيلاء على شبوة، فكانت عاقبة أمرهم الخسران المبين، سقط زعيم الهجمة حسن إيرلو وهو يعمل بكل ما أوتي من قوة لتحقيق أهداف الملالي، وتنفيذ مخططهم الشيطاني، بقيت مأرب وانتصرت شبوة فيما عاد الإيرلو جثة هامدة بعدما توسلت دولته من دول التحالف العربي السماح بإخراجه تحت مبررات ودعاوى لا صلة لها بالحرب وما ظل يخطط له خلال فترة بقائه في صنعاء منتحلاً صفة سفير.





بقيت مأرب وقبائلها الأبية وحراسها الأوفياء بكل شموخ وفداء في مواجهة حملات مغول العصر الذين حشدتهم إيران ودربتهم، وحرضهم (حَسَن الضاحية) وشجعهم، ووعدهم خامنئي أنهم سيصومون في مأرب ويفطرون من تمرها، لكنهم أفطروا برصاص الأبطال وضرباتهم التي حطمت صفوف الغزاة وألقت بالآلاف منهم في صحراء مأرب تحرقهم رمالها الملتهبة غضباً وإصراراً على النصر.




كانت الهزيمة هي الكأس المسمومة التي تجرعها المقبور إيرلو وآلاف الحمقى من أتباع الحوثي، وتوالت الضربات القوية بسواعد الأبطال في كل جبهات مأرب ثم في بيحان شبوة، وغارات التحالف العربي التي نكّلت بمن تبقى من قطعان الإرهاب الإيراني، ومن نجا من غارات التحالف لم يسلم من ضربات الجيش والعمالقة والرجال المخلصين الذين هبوا من كل مكان للدفاع عن الأرض والوطن والهوية اليمنية.




انتكس الحوثيون ودفعوا ثمن ارتهانهم للمشروع الإيراني الذي دفع بهم في أتون محرقة كبيرة، اعترفوا بمقتل نحو 15 ألف من عناصرهم خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر فقط، مع أن الأعداد أكبر وأكثر مما ذكروا بكثير، وهذا يعني أنهم خسروا أضعاف هذا العدد ومثلهم مصابون وجرحى ومشوهون وهاربون وأسرى ومفقودون، كل ذلك من أجل حلم إيران البائس الذي تحول إلى كابوس ومحرقة أوقدتها عزيمة الأبطال في عاصمة سبأ، وغدت الصحراء مقبرة لأحلام الفرس وأدواتهم والقطعان التي صدقت شيطان قُم حين قال أن الطريق إلى عرش مأرب مفروشة بالورود.




من بين تلال شبوة وهضابها اشتعلت نار المعركة تحت أقدام الغزاة الذين تسللوا ذات ليل، وخلال ساعات قليلة ارتفعت راية الانتصار على قمم بيحان شبوة، ولم تلبث حريب مأرب حتى لفظت الرجس العالق حولها، وهناك على ثراها الطاهر التقى الأحرار على أمر قد قُدر. العمالقة القادمون من شبوة والوحدات العسكرية التي جاءت من جنوب مأرب.


في لحظة تاريخية ومن منطقة لها في التاريخ نصيب جاء إعلان التحالف العربي عن عملية حرية اليمن السعيد، اليمن الذي يحبه العرب ويحاربه الفرس، اليمن الذي شارك أبناؤه في الفتوحات الإسلامية التي دمرت عرش كسرى وحطمت تيجان الفرس، اليمن السعيد الذي تتمنى طهران لو تقضي عليه، وتجعل أرضه مركزا لتنفيذ عملياتها الإرهابية وتصدير جرائمها ضد العرب في الجزيرة والخليج العربي، وضد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. لكن اليمن سوف ينتصر لهويته وعروبته ومجده الأصيل ومستقبله الواعد، رغم أنف كل مشاريع الموت والدمار التي تصدرها دولة الملالي منذ أكثر من اربعين سنة.




لقد آن لليمن العربي أن يستعيد حريته وسعادته، وها هي مأرب تصنع البداية الكبرى، ومعها شبوة التي تحتضن اليوم الإعلان العربي في الوقت والمكان المناسبين، لحظة الانتصار من أرض الأمجاد التي قامت عليها حضارات الآباء والأجداد منذ آلاف السنين.

شبكة صوت الحرية -

منذ سنتين

-

760 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد