أحمد عبد الملك المقرميأحمد عبد الملك المقرمي

المشروع الفارسي يستهدف الجميع



رغم الغباء السياسى، و حماقة التشفي؛ و هي مواقف خدمت إيران بالمجان ، فهل يتوقع أصحاب هذه المواقف  من إيران أن تمتدحهم،  أو تشكر أي أحد من أولئك الذين مكنوا لمخالبها و أذرعتها في اليمن أن تنتفش و أن تنتفخ، و تتورّم.. هذا إذا نجا( البعض) بجلودهم منها !؟



والسؤال هل كان ملالي إيران - و لك أن تقول أكاسرتها - لأن هذه هي الحقيقة - هل كانوا من الذكاء إلى الحد الذي طوّعوا و سخّروا آخرين لخدمة أهداف المشروع الفارسي ؛ بحيث عمِل أولئك المسخّرُون كَيَدٍ منفّذة، و طيّعة، و رأس حربة لإيران في اليمن من حيث يشعرون أو لا يشعرون؟ و هل عندما أدرك هؤلاء أو أولئك - بعد دروس عملية بالغة القسوة - راجعوا حساباتهم؟


بات أكثر الناس يعرفون جيدا أن المشروع الفارسي يسعى ليحيط نفسه بحدائق خلفية له، لا تتجاوز وظيفتها إلا أن تكون مجرد حدائق صادّة له، و لعبة بيده على غرار مملكة الحيرة، و ملوك المناذرة اللخميين أيام إمبراطورية فارس!




ويعرف اليمنيون جميعا - حتى أولئك الذين يتزلفون الحوثي من الزنابيل و غيرهم - أن المشروع الظلامي الإيراني هو من استنسخ جماعة الحوثي منذ ما قبل أول تمرد عسكري قادته هذه العصابة فيما عرف بالحرب الأولى سنة 2004م.





ويعرف اليمنيون كذلك، أن سياسةً ما كانت تمنع تحقيق أي حسم عسكري ضد هذه العصابة العسكرية المتمردة، منذ بدايات تمردها.



ويعرفون - مع قدر لا يوصف من المرارة - أن سياسةً ما سلمت لهم المعسكرات، و الجمل بما حمل..!!





ما من شك أن إيران و ملاليها كانوا يرقصون طربا مع كل موقف من تلك المواقف الغبية الساذجة ؛ حيث كان يعطى لعصابة الحوثي، كلما اشتدت عليها المواجهة، العديد من الفرص لالتقاط النفس،  ولترتيب أوضاعها، و انتظار وصول الدعم الفارسي، ناهيك عن الدعم الذي كان يعطى لها بخلفية سياسية ما، بات يعرفها اليمنيون، و  يعرفها المقربون، و لم تعد خافية، فقد نشرتها صحف، و صرح بها مسؤولون، و أهم من ذلك، قالها مقربون..!!



فهل كان أكاسرة فارس و ملاليها أذكياء بهذا القدر في تلك الفترة، أم أن سياسة ما ؛ كانت مخطئة في الحساب ؛ كما أخطأ القراءة أولئك (البعض) من المتذاكين، الذين مايزالون سادرين في عمق غيبوبة التذاكي..!!



يحار المرء حين يجد أمامه من يتغاضى، و يستسهل، أخطارا و أشواكا، و فؤوسا تستهدفه، و تهوي عليه من كل جانب ؛ فيتجاهلها، و يتركها، في حين لا يكف عن النواح، و العويل من أوهام شوك (قد) تأتي مستقبلا..!!





والأدهى من هذه الحماقة المتذاكية أن يذهب هؤلاء لإعانة الأشواك الحاضرة نكاية بالشوك المتوهم الذي ... (قد) يأتي.




لم يكن المشروع الفارسي وحده من رعى الحوثي أو قام بصنعه، و لكن الحماقة و الجهل في قراءة الحسابات، كان هذا أيضا شريكا فاعلا في التمكين لمشروع فارس.




هل ستستمر هذا الغباء، و تلك الحماقات في تغذية مشروع فارس في اليمن، و مده بالحياة ؟



هل تكفي بيانات الندب الموسمية - أو عند كل مناسبة خائبة - تصدر عن القوى السياسية اليمنية؛ للتنديد بجرائم مخالب المشروع الفارسي؟




وهل يعتقد العرب أنهم قد أدوا الواجب و زيادة، فيما  تصدره  الجامعة العربية من  بيانات شجب و تنديد تجاه هجمات إرهابية تنفذها إيران ضد قطرين عربيين؛ هما المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة،  و من أرض عربية هي اليمن؛ لتتخذها منصة عدائية لتهديد الوطن العربي؟




لقد قرأتْ - ذات يوم - بعضُ الأطراف السياسية أو الاجتماعية  المشهد خطأ ، فوضعت نفسها بطريقة أو بأخرى  في قلب تلك الحماقات، و المخيف أن تسترسل في  القراءة في الحسابات الخاطئة، و خوفا من شوكة باكر، فيما هي تمهد الطريق - حاضرا - لضربات الفأس..!؟



دعونا نطوي كل تلك الصفحات، و نتخلص من كل تلك القراءات المغلوطة و الخاطئة، و هيا إلى كلمة سواء، تضعنا جميعا في خندق العمل المشترك لمواجهة المشروع الفارسي و أدواته الدموية.




الاختلاف السياسي بين القوى السياسية أمر طبيعي في كل بلاد العالم، لكن ما ليس طبيعيا هو أن تكون هناك مواقف مائعة تجاه مواقف استراتيجية، و في وقت ينادي فيه الحجر و الشجر، و العقل و المنطق، و كل العقلاء أن تعالوا إلى كلمة سواء.



المشروع الفارسي ليس عدوا لعرب اليمن، و لا لعرب الجزيرة و الخليج فحسب.. الحوثي عدو لكل العرب ؛ و هي عداوة يجب أن تؤجل، بل تسقط كل الأجندات الأخرى.




الحوثي لا يقر و لا يؤمن بشراكة مع اليمنيين، و ما يؤمن به هو اجتثاثهم أو يقبلون بالعبودية و الاستسلام التام و غير المشروط للسلالة..!!



ألا يوقظ هذا الأمر كل القوى السياسية والاجتماعية لتتحد و تتوحد لإسقاط هذا المشروع السلالي المتربص بالجميع!؟



فهيا هيا، إلى كلمة سواء، و موقف واحد موحد.

شبكة صوت الحرية -

منذ سنتين

-

783 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد