محمد سالم بارمادةمحمد سالم بارمادة

المليشيا الانقلابية.. السير في الخديعة والفشل الذريع


“الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”… في 17 يناير 2002، سُمع هذا الشعار بقاعة إحدى مدارس مديرية مران في صعده للمرة الأولى من قبل حسين الحوثي ويتضمن عبارات حماسية تدعوا للانتقام من أمريكا وإسرائيل, وصار هذا الشعار إيقونة تملا كل الشوارع في مناطق سيطرتهم وحيث ما رحلوا وارتحلوا, كما يلاحظ المرء قيام الانقلابيين بلصق هذا الشعار على الأسلحة الآلية التي يحملونها على أكتافهم.


ويرى الكثير أن "الصرخة" مصدرها ألدولة الصفوية المجوسية إيران، التي ترفع "الموت لأمريكا" شعاراً لثورتها، لكن إيران شنت حروباً على العرب، وتدخلت في شؤون المنطقة العربية، ومنها اليمن، مستغلة أتباعها "الحوثيين"، ولم تبادر إلى مقاتلة أمريكا.




ومنذ أن رفع حسين الحوثي الصرخة في يناير 2002 نجد إنها لم تطبق إلا على اليمنيين فيما الموت الذي يعلنوه في صرختهم ويقصدون توجيهه لأمريكا وإسرائيل، وجهوه لأبناء جلدتهم وسببوا لهم منذ أعوام القتل، وتدمير أحياء ومدن واقتصاد البلاد وسلب أمنها.




لقد أوصلت الصرخة المليشيات الحوثية الانقلابية إن ينقلبوا على شرعية الوطن وباعوه في أسواق النخاسة السياسية, دمِروه, مارسوا هوايتهم في القتل والتدمير والسلب والنهب, خلقوا حالة الانقسام المجتمعي, وفرضوا آراؤهم بقوة السلاح ومارسوا المنطق المليشاوي, والتحريض هنا وهناك, وافتعلوها حرباً دينية وطائفية مذهبية, وجعلوها جسراً إلى أهدافهم السياسية ليروا ظمأهم الإجرامي و ظمأ من يخدمون مصالحة.




وبالصرخة كذلك أجهضوا الأقلام ونزعوا فتيل الخطر من فوهتها, بالاعتقال والسجن أو الترويض أو الشراء, ومارسوا سياسة الويل والثبور وعظائم الأمور على كل من يفكر بالإساءة لهم ولانقلابهم المقدس, وكل من لا ينتمي لخندقهم الانقلابي وصومعة كاهنهم, صادروا حرية الشعب بأكمله, واغتالوا إرادة الأمة, وهددوا مستقبل الوطن, فلا يوجد في حياتهم الفسيحة غير المعتقلات والسجون والقتل بدم بارد.




وبالصرخة أيضا لبسوا أقنعة الزيف والكذب, تصيدوا حالة السخط الشعبي, لخداع الناس وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة, وتشويه الحقائق وتغييبها, استخدموا الحجج الواهية وباعوا الوهم آناء الليل وأطراف النهار حتى حققوا مآربهم السياسية الدنيوية الواهية.




لقد بات جلياً اليوم أن المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية تحترف الدجل والكذب ، فالكذب وعدم الوفاء بالعهود هو طريقهم الذي ساروا فيه منذ تأسيس جماعتهم المذهبية الطائفية , وأصبح كذبهم أشد خطراً وأقوى تأثيراً , يمارسون السياسة بأخلاق المستأسد على عقول الشعب ، الطامح إلى زعامته بشروط الذلة والمسكنة ، يفرحون وينتشون عندما يجوع أو تنوبه نائبة ولكن عندما ينتصر الشعب لنفسه ولمصالحه الحقيقية يغضبون ، ديدنهم الذي يتغذون عليه هو الولغ في مَواطِن الهشاشة ونقاط الاختلاف ومخلفات الماضي.




أخيراً أقول .. بالصرخة ضلت المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الطريق إلى الجادة, وساروا بخطى سريعة إلى الخديعة والفشل الذريع في كل شيء، وتبدلت ببلاهة في عقولهم وأفئدتهم الأمور والوقائع، وغيَّمت أمام أنظارهم الحقائق، فساروا في ضبابية خداعة يفرضونها على الناس فرضًا بصلفٍ وتسطيحٍ عجيبٍ يدعو إلى الرثاء, والله من وراء القصد.



حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

شبكة صوت الحرية -

منذ سنتين

-

745 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد