عربي ودولي

"حزب الله" والدور الخفي في العراق تطبيقاً لتوجيهات طهران

"حزب الله" والدور الخفي في العراق تطبيقاً لتوجيهات طهران

لا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به إيران عبر أذرعها في المنطقة، التي يأتي على رأسها حزب الله اللبناني، الذي يرتبط أمينه العام بعلاقات متينة مع زعماء شيعة العراق وعلى رأسهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ولا يبخل الحزب بتوجيهاته للساسة العراقيين الشيعة، إلى جانب قتاله خلف راياتهم.

وتجدد الحديث عن دور الحزب بشكل مباشر في العراق، مع ما كُشف مؤخراً عن دوره في إخماد الحراك الذي قاده الصدر للضغط على حكومة العبادي بعد خضوعها لضغوط أمريكية في إيجاد حكومة تكنوقراط، وهو ما شكل خلافاً داخل البيت الشيعي، ما استدعى تدخل حسن نصر الله لإقناع الصدر "بالحفاظ على اللُّحمة الشيعية".

والأربعاء 13 أبريل/نيسان، أعلنت مصادر عراقية أن الصدر وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت بشكل مفاجئ بساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، في زيارة غير رسمية، وسط الأزمة السياسية التي يشهدها العراق، وهو أحد أبرز أطرافها.

ونقلت المصادر عن مقربين من حزب الله أنّ الهدف من زيارة الصدر للبنان في هذا التوقيت هو "التشاور مع حسن نصر الله".

وتأتي الزيارة بعد أيام من إنهاء الاعتصام المفتوح للصدر وأنصاره في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وذلك بعد ضغط مارسته طهران بشكل غير مباشر، عبر نصر الله، على مقتدى الصدر، باتصال هاتفي طويل أجراه الأول بالصدر، بهدف دفعه إلى فض الاعتصام الذي سبق أن أقامه في المنطقة الخضراء ضد الحكومة الحالية للعبادي، والذي كان يُفترض أن يليه اقتحام لها في بداية الشهر الحالي، بحسب ما ذكر موقع "العربي الجديد".

وكان الصدر قد زار لبنان مرات عدة، ومن أهمها زيارتان في العامين 2008 و2014، تخللتها محاولات إيرانية عبر حزب الله للضغط على الصدر للتوافق مع القرار الشيعي في عدة مواقف سياسية عارضها الصدر، وتخوفت إيران من تشتت الصف الشيعي في العراق مستعينة بحزب الله.

حزب الله في العراق

بعيداً عن الدور السياسي للحزب في القرار الشيعي في العراق، ومن ثم القرار الرسمي، يشارك الحزب ميدانياً وبشكل فاعل في عمليات قتالية وتحت رايات مليشيات عراقية تحاول السيطرة على المناطق التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم "الدولة".

الدور العسكري، يصرح به نصر الله رسمياً، حيث أعلن في 7 مارس/آذار أن حزبه يقاتل ولا يزال يقاتل في العراق تحت قيادة الحشد الشعبي والقيادة العراقية "انطلاقاً من واجب أخلاقي وإنساني وقومي"، دون أن يقابل تصريحه بأي تعليق عراقي بالرفض أو القبول.

وأضاف نصر الله: "كانت يومها الفتوى الشهيرة التي أطلقها السيد السيستاني للالتحاق بجبهات القتال، حيث التحق يومها عشرات الآلاف من الشباب من مختلف المناطق، ويومها طلب منا إخوة في العراق أننا نريد المساعدة منكم على صعيد الكوادر للمساعدة في التدريب والميدان في أماكن حساسة، واعترف أن هذا جهد مطلوب منا".

ولم يتوقف دور عناصر الحزب على عناصر للتدريب والقتال، بل إن النشاط السياسي الشيعي في العراق، للحزب فيه دور رئيسي، وذلك عبر زيارات سرية يقوم بها نصر الله نفسه للعراق، كُشف عن أحدها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، زار فيها النجف وكربلاء والمرجعيات هناك، كما أشارت المعلومات إلى أنّه التقى قيادات من الحشد الشعبي وناقش قضايا مهمة، إضافة للقائه بالعبادي الذي توجه لهناك من بغداد للقاء نصر الله.

دور تنظيمي

من ناحية أخرى، جمع الحزب عدة فصائل شيعية بداية احتلال العراق، باسم كتائب "حزب الله العراق"، التي تكرر بأنها غير مرتبطة تنظيمياً بحزب الله اللبناني، إلا أن ما كسبته من قوة ونفوذ بين المليشيات الشيعية يشير إلى عكس ذلك.

وتشكلت تلك الكتائب بعد الاحتلال الأمريكي مستغلة تصاعد النفوذ الشیعي، وظهرت بداية بعدة كتائب هي (لواء أبي الفضل العباس) و(كتائب كربلاء) و(كتائب السجاد) و(كتائب زيد بن علي)، وجميعها فصائل مسلحة شيعية أعلنت تجمعها وتوحدها تحت اسم "حزب الله العراقي" في 2006.

وتبين دلائل عدة مشاركة حزب الله العراق هو الآخر في صفوف مليشيا الحشد الشعبي التي تقاتل تنظيم "الدولة"، والتي تسبب تخفيض عدد قواتها وتقليص دورها إلى انقسام حول مستقبلها، وسط ما أثير عن أنها تخطط للسيطرة على الأمن في العراق، وهو ما جعل العبادي وبتوجيه أمريكي يدمج عدداً منها في القوات الرسمية، وتسريح العدد الأكبر على خلفية مشاكل بين قياداتها تتعلق بولاءاتهم.

عربي ودولي -

منذ 8 سنوات

-

1721 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد