علوم وتكنولوجيا

شركة أمريكية تطور رقاقة تحاكي ذكاء الإنسان في "التعلم العميق"

شركة أمريكية تطور رقاقة تحاكي ذكاء الإنسان في "التعلم العميق"

تمكنت شركة آي بي أم الأمريكية للإلكترونيات من تطوير رقاقة إلكترونية تحمل اسم "ترو نورث"، وهي رقاقة قادرة على تقليد وظائف العقل البشري والانخراط في عمليات تعلم عميق.

وقالت الشركة، الثلاثاء، إنها تجري حالياً اختبارات لإظهار مدى سرعة الرقاقة، وفعاليتها في ترشيد الطاقة، مقارنة بالرقاقات المستخدمة حالياً.

وتعكف الشركة منذ فترة على تطوير حاسوب في نفس ذكاء البشر وقدرتهم على اتخاذ القرارات، باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي مثل التعلم العميق.

ونقل موقع بي سي ورلد الإلكتروني، المتخصص بمجال الحاسوب، عن مسؤولين في الشركة قولهم إن الرقاقة الجديدة "حققت نتائج مثيرة للإعجاب"، مشيرين إلى أن الرقاقة يمكنها الانخراط في عمليات تعلم عميق واتخاذ قرارات، بناء على احتمالات وارتباطات مختلفة مثلما يفعل العقل البشري.

وأكد المسؤولون أن الرقاقة تستهلك كسوراً من الطاقة مقارنة بما تستهلكه الحواسيب الشخصية في الوقت الحالي لأداء المهام نفسها.

وأوضحت الشركة، في تدوينة على الإنترنت، أن إمكانيات التعلم وقدرات الحوسبة التي تتمتع بها الرقاقة "ستفتح المجال أمام دمج عمليات الحوسبة الذكية المتعلقة بتقنية إنترنت الأشياء، وتوظيفها في تشغيل الهواتف الذكية والروبوتات والسيارات، وكذلك في عمليات الحوسبة السحابية وتشغيل الحواسيب الخارقة".

وفي السياق نفسه، أعلنت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مطلع العام الجاري، أنها تطور برنامجاً يهدف إلى تدشين رقاقة تُزرع في أدمغة الجنود؛ لتتيح لهم التحكم في الأجهزة والآلات عن طريق عقولهم، بحسب "العرب" اللندنية.

وأوضح الباحثون في وكالة "داربا" التابعة للبنتاغون أن الرقاقة البالغ حجمها سنتميتراً مكعباً تزرع في المخ؛ لتحقيق اتصال مباشر بين الدماغ والحاسوب عن طريق رمز ثنائي.

ويهدف مشروع داربا إلى تنمية قدرات ذكاء العقل البشري، لتتلاشى أيّ فروق بين الإنسان والآلة؛ إذ تتيح الرقاقة المزروعة في المخ التعامل مباشرة مع شبكة الإنترنت، والدخول إلى محركات البحث والوصول إلى جميع المعلومات، وأيّ نوع من التواصل المباشر بين الدماغ البشري والعالم الرقمي.

وفي وقت سابق، توصل علماء من معهد "ماكس بلانك" في ألمانيا إلى رقاقة مصنوعة من مادة السيليكون، يمكنها تحفيز الخلايا العصبية لتنتج اتصالاً ثنائياً بينياً لنقل المعلومات عن طريق تحويل النبضة العصبية إلى إشارة إلكترونية والعكس.

ومن خلال هذه الرقاقة يمكن توصيل أيّ جهاز إلكتروني بهذه الخلية التي تعمل كمدخل أو واجهة للأعصاب، وأيضاً استقبال وفهم وتفسير النبضة العصبية وإرسال إشارة يفهمها العصب ومن ثم المخ، وسمّى العلماء هذه الخلية "الترانزستور العصبي".

وفي مارس/آذار الماضي، قال الباحث المتخصص في مجال الذكاء الصناعي لدى شركة غوغل وجامعة تورنتو، جيوفري هينتون، إن الآلات ستوازي الإنسان ذكاءً خلال خمسة أعوام من الآن.

وأضاف هينتون، الذي يوصف بالأب الروحي للذكاء الصناعي، بأن أقوى الآلات الحالية أصغر من دماغ الإنسان بملايين المرات، ورغم أنها تمتلك ما يعادل مليار نقطة تشابك عصبي مقارنة بألف تريليون نقطة تشابك عصبي بالدماغ البشري، فإنها تتطور بسرعة كبيرة وتصبح أكثر تعقيداً كل عام.

وتعتمد تقنيات الذكاء الصناعي الحديثة على مفهوم "التعلّم العميق" الذي يعتمد على عصبونات عصبية افتراضية تشبه تلك الموجودة في دماغ الإنسان، ويستخدم هذا المفهوم أساليب مشابهة لأساليب البشر في التفكير وابتكار الحلول، والوصول إلى نتائج جديدة لا تعتمد بالضرورة على المدخلات والمعلومات الأولية التي تم تلقينها للحاسوب.

علوم وتكنولوجيا -

منذ 7 سنوات

-

3963 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد