عربي ودولي

سارعت لتصدير فائضها من الماء الثقيل.. إيران تخشى الأسوأ من ترامب

سارعت لتصدير فائضها من الماء الثقيل.. إيران تخشى الأسوأ من ترامب

ما بين تخمينات أقرب إلى التشاؤم لسياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من جهة، وإعراب وكالة الطاقة الذرية عن خيبة أملها من جراء تجاوز إيران المتكرر للحد الأقصى لمخزونها من الماء الثقيل من جهة أخرى، سارعت طهران إلى إرسال فائضها من الماء الثقيل إلى سلطنة عُمان بحيث لا يتجاوز الحد المسموح به لها وهو 130 طناً.

وعلى الرغم من أن القلق العالمي عقب فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية كان لافتاً، إلا أن ساسة طهران تبدلت أحوالهم في التعبير عن هذا القلق، باعتبار الانتخابات شأناً أمريكياً داخلياً خالصاً، وفق ما قاله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إلى استعداد طهران لأي احتمالات تصدر من ترامب، خاصةً فيما يتعلق بملفها النووي.

سخاء العراق النفطي لمصر.. خطة إيرانية لضرب تحالفات السعودية

التصريحات الإيرانية جاءت إثر إعلان ترامب نفسه العمل على إعادة فتح باب التفاوض مجدداً بخصوص البرنامج النووي الإيراني، معتقداً أن طهران حصلت على ما لا تستحق، وهو ما ينذر بوقف جميع الإجراءات التي كانت تركز عليها إيران في بناء الثقة بينها وبين المجتمع الدولي، وسعيها لرفع العقوبات وتحقيق أقصى درجة للانفتاح على العالم بعد قطيعة استمرت ثلاثة عقود ونيفاً.

تصريحات ترامب، التي وصفها إيرانيون بالمعادية لطهران، حملت رسائل سلبية قد تعود بطهران إلى المربع "صفر" ما قبل الاتفاق، وإخفاء أنشطتها والحد من التعاون مع الوكالة الدولية، إلى أن تستجد أمور أخرى.

وما يثير الخوف لدى طهران أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بالعمل على شيطنتها، والذي إن حدث فسينعكس على الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية في مجلسيه، ومن ثم سينتقل الانطباع السلبي أو النظرة التشاؤمية لطهران، وهو ما يرسم مساراً جديداً ودعماً لرئيس جديد، خاصةً أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية من المزمع عقدها في مايو/أيار 2017.

وبرغم أن الاتفاق النووي تم تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي ترتب عليها إزالة العقوبات وأنه من الصعب إعادتها، إلا أن واشنطن، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، قد تضغط على شركاتها العابرة للقارات وتفرض على طهران عقوبات أحادية الجانب والاكتفاء بمثل هذه العقوبات على طهران.

العقارات.. سلاح إيران الأقوى في غزو العواصم العربية ديموغرافياً

هذه الإجراءات المتوقعة تعيها الإدارة الأمريكية الحالية برئيسها الذي أوشكت قدماه أن تخرجا من البيت الأبيض، ما دفعه إلى التصريح بدراسة إجراءات ترمي إلى تعزيز الاتفاق النووي، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، وأن هذه الإجراءات تم البت بها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وبرغم الإعلان عن هذه الإجراءات، فإن إدارة أوباما الحالية أعلنت عجزها عن اتخاذ أي شيء يُذكر، إذا قرر ترامب إلغاء الاتفاق النووي، سوى إقناعه ومستشاريه بتجنب مثل هذه الإجراءات التي قد يكون لها آثارٌ سلبية.

وكان رودي جولياني، أحد أبرز المرشحين لوزارة الخارجية الأمريكية، قال في كلمته التي ألقاها في المؤتمر القومي الجمهوري إن ترامب سيقوم بـ"تمزيق" الصفقة في أول يوم له في منصبه، كما انتقد ترامب نفسه بشدة هذه الصفقة، واعداً في كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في مارس/آذار الماضي، بأن تفكيكها سيكون الأولوية رقم 1، غير أن تصريحات لاحقة ركزت على فكرة "إصلاح" الصفقة، بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع طهران، وهي الفكرة التي اعتمدها في وقت لاحق عدد من مستشاري حملته الانتخابية، ومن ثم فإن ترجيحات اتجهت إلى احتمال سعي ترامب لتفكيك العمل المشترك بين بلاده وإيران، سواء على صعيد الملف النووي أو جميع القضايا الخارجية المشتركة.

كذلك، كانت تصريحات الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، والمرشح الأقوى لتولي منصب وزير الدفاع الأمريكي في الإدارة الجديدة، من أن الاتفاق النووي مع طهران لا يحمل ضمانات حقيقية تصب في مصلحة واشنطن. ومعروف عن ماتيس خبرته الطويلة في التعامل مع أروقة البيت الأبيض وساحات المعارك، حيث يرى أنه لا بد من وضع الخيار العسكري كأحد الخيارات المتاحة أثناء التفاوض مع الإيرانيين حول البنود الجديدة التي يريد ترامب وضعها لهم، لأنه بالنسبة إليه "الكلام سهل، لكن الواقع يثبت أشياء أخرى غير تلك التي قيلت على طاولة المفاوضات".

من البرلمان للحكومة.. تصاعد صراع المتشددين والإصلاحيين في إيران

وكان ترامب يعتبر أن الصفقة التي وقعتها الإدارة الأمريكية الحالية مع طهران هي "أسوأ صفقة في التاريخ"، حيث رفض ترامب مبدأ التفاوض مع طهران واصفاً إياها بـ "أكبر راعٍ للإرهاب في العالم".

عربي ودولي -

منذ 7 سنوات

-

2019 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد