أخبار وتقارير

العرب وايران وحرب القرن في اليمن

العرب وايران وحرب القرن في اليمن

ﻤﺠﺮﺩ ﺍﻥ ﺗﻨﺪﻟﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﺗﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺨﻄﻄﻴﻬﺎ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺑﻮﻗﻔﻬﺎ . ﺗﺸﺤﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﻺﺳﺘﻤﺮﺍﺭ. ﻫﻲ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﺍﻷﻳﻠﻮﻟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻫﺸﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﻔﻜﺮﺓ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ، ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﻭﻣُﺘﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﻣُﻮﺣﺪﺓ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺿﺪﻫﺎ، ﺍﻭ ﻟﺘﻔﺎﺩﻳﻬﺎ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ. ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺸﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻓﺪﺍﺣﺔ ﺃﻛﻼﻓﻬﺎ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺠﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻌﻮﻧﺔ، ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﺗﺼﻤﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﻢ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻤُﺴﺘﻬﺰﻯﺀ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺑﻜﻞ ﺭﺻﺎﻧﺔ ﻭﻋﻘﻼﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻬﻢ. ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﻇﺮﻭﻑ ‏«ﺳﻼﻣﻴﺔ ‏» ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺟﻨﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﻋﻘﻼﻧﻴﺘﻪ، ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺩﻣﻮﻳﺘﻬﺎ، ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻬﺎ ﻓﺘﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺍﻧﺪﻻﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻬﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ . ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﻤُﺤﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ، ﻣُﺮﺑﻜﺔ ﻟﻠﻤﺨﻄﻄﻴﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﺳﺎﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻄﻄﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻧﻬﻢ ‏« ﺣﺒﻜﻮﻫﺎ‏» ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮﺿﻮﻧﻬﺎ. ﻭﻗﺒﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ‏« ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ‏»، ﺍﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻬﺎ، ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺇﻧﻬﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻬﺎ . ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺎﺋﺾ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﻄﺎﺯﺟﺔ ﺍﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ. ﺣﺮﻭﺏ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺣﺮﻭﺏ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺣﺮﻭﺏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ، ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ، ﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ، ﺍﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً . ﺻﺪﺍﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻐﺮﻭﺭﻩ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻗﻮﺓ ﺑﺎﻃﺸﺔ ﺗﺨﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﻞ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻧﻪ ﺩﻣﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺪﻣﻪ ﻷﻋﺪﺍﺋﻪ. ﺩﺧﻞ ﺣﺮﺑﺎً ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻇﻨﻬﺎ ﻧﺰﻫﺔ، ﻓﺄﺭﻫﻘﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ . ﻏﺰﺍ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﺎﻧﺎً ﺍﻧﻬﺎ ﻧﺰﻫﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ . ﺭﻋﻮﻧﺔ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ ﺍﻻﺑﻦ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﺩﺧﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﻭﺭﻃﺖ ﺍﻣﻴﺮﻛﺎ ﻭﺍﻧﻬﻜﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﻴﺮﻛﺎ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً : ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻹﻳﺮﺍﻥ، ﻭﻓﺘﺢ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﻪ . ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻳﻀﺎً ﻫﺪﻳﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻟـ ‏«ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏» ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻻﺳﻼﻣﻮﻱ، ﻭﻓﺘﺢ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺷﻌﻮﺑﻬﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﺻﺎﺭﺕ ‏«ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏» ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﻣﻌﺘﺪﻻً ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺳَﻔَﻜﺔ ﺩﻣﺎﺀ. ﻭﻹﻳﺮﺍﻥ ﺣﺮﻭﺑﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ‏«ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ‏» ﻣُﻔﺘﺮﺽ ﻳﻌﺘﺎﺵ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻮﺍﺀ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺑﺴﻂ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ. ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻤﺎ ﻳُﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ‏« ﺩﻗﻴﻘﺔ ‏» ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺣﺮﻭﺑﻬﻢ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﻄّﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ. ﻭﻛﺬﺍ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻏﻤﻮﺽ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ، ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﺃﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻭﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻣﺤﺪﺩﺓ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﻔﺎﺟﻰﺀ ﻣﺨﻄﻄﻴﻬﺎ، ﺫﺍﻙ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻮﺭ ﺍﻥ ﺗﻨﺪﻟﻊ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺑﻄﻮﻟﻪ ﻳﺘﺤﻔﻨﺎ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪ ﺣﺮﻭﺏ ﺃﺩﻣﺖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ . ﻛﻞ ﺣﺮﺏ ﺳﻘﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺮﻳﺎﺀ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻬﺎ، ﻭﺩﻣﺮﺕ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺃﺟﻴﺎﻝ. ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺧﻄﺮ ﻛﺒﻴﺮ، ﺧﻄﺮ ﺣﺮﺏ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﻃﺎﺣﻨﺔ ﻭﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﺠﺔ، ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﻖ ﺑﺎﺋﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺘﻰ ﻧﻔﺮ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﻗﻒ. ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻬﻪ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻴﺒﺼﺮﻭﻥ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺑﺸﺎﻋﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻔﺎﻫﺔ ﻏﺮﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻴﻬﺎ . ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺩﺍﻡ ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﻧﺔ ﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﻏﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺇﻏﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ. ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻵﻥ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ‏«ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻳﺮﺍﻥ‏» ، ﺛﻢ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﺭﻳﻦ : ﻭﺍﺣﺪ ﺩﻣﻮﻱ ﻭﺣﺮﺑﻲ ﻭﻃﺎﺋﻔﻲ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﺮﺏ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻧﻔﻮﺫﻳﺔ ﻭﺗﺤﻄﻴﻤﻴﺔ، ﻣﺜﺎﻝ ﺣﻄﺎﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺴﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﺳﻼﻣﻲ ﻭﻋﻘﻼﻧﻲ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻲ . ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﻣﻲ ﺻﻌﺐ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺀ، ﺑﻌﻜﺲ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻣﻀﻦٍ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺟﻬﻮﺩ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺴﺎﺭ ﻳﺒﻌﺪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻭﻳﺤﻤﻲ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺟﻴﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ. ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻰ ‏« ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻗﻠﻴﻤﻲ ﺷﺎﻣﻞ ‏» ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻫﺪﻓﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﻮﺿﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻻﻧﺠﺮﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ. ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺟﺎﻫﺰ ﻭﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﺍﻟﻴﻪ ﺳﻬﻞ ﻭﻣﻐﺮ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺣﺪ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻪ . ﻭﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻛـ ‏« ﻣﻘﻴﺎﺱ ‏» ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻧﻨﺨﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻗﺮﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ . ﻓﻴﻪ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ، ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﺍﻻﻫﻢ ﻟﻴﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺠﻴﻮﺵ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﺔ ﻭﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻨﺎﺟﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻟﻴﻘﻮﺩﻭﺍ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺂﻻﺕ ﻏﻴﺮ ﺩﻣﻮﻳﺔ، ﻭﻟﻨﺘﻔﺎﺩﻯ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ. ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺨﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﻔﻚ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻴﺮﺕ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻬﻢ، ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺍﻻﺟﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻐﺰﺓ : ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﻨﻬﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﻀﻤﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ؟

أخبار وتقارير -

منذ 8 سنوات

-

1855 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد