أخبار وتقارير

بوادر انتفاضة جديدة من جامعة صنعاء "تقرير"

بوادر انتفاضة جديدة من جامعة صنعاء "تقرير"

 

المرور من بوابة جامعة صنعاء هذه الأيام، مختلف تماما عما كان عليه مسبقا، عند البوابة الأمامية للجامعة، مجموعة من الأطقم تتبع المسلحين الحوثين، وعشرات الأفراد يترقبون كل شيء يمر من البوابة، أحيانا يتم تفتيش هواتف الطلاب، وخطفهم فيما إذا وجدت صورة واحدة حتى لمقاتلي الجيش الوطني، تصدر تهمة الولاء للمرتزقة بحسب تعبير الجماعة وتلصق بمن وجدت في هواتفهم صور غير مرغوبة لدى الجماعة.

 

على بعد عشرات الأمتار من بوابة الجامعة، كان الطلاب يعدون لمظاهرة، جنبا الى جنب مع عشرات الاكاديميين المضربين على التعليم يوم أمس، وكان آخرون يهتفون بالامتناع عن الامتحانات الجامعية في كلية الآداب وكلية التربية، في الجامعة.

دفعت المليشيات بالعشرات من أفرادها إلى المكان، وأضطر الجميع الى التفرق، قال لنا أحد الطلاب، إن الجماعة لن تتدخل الآن إلا في حالة الضرورة، إنها فقط ترصد الطلاب النشطين في هذه التظاهرة، ولا يستبعد أن تختطفهم لاحقا.

ربما يكون هذا الحديث صحيحا، فقد حصلت العشرات من حالات الاختطاف في العام 2014م، من أمام جامعة صنعاء، واستمرت بهذا النهج حتى اليوم لصد أية تحركات في وجهه، كانت الجماعة تدفع بعشرات المدسوسين إلى التظاهرات ويتم من خلالهم رصد المسيرين لها، ثم يتم خطفهم تباعاً عندما تكون الفرصة مواتية للجماعة.

تحدثنا مع أحد الطلاب الذين اختطفوا في العام 2014م، وقد تم الافراج عنه بعد اسبوعين من الاختطاف، إنه لا يشارك اليوم في هذه التظاهرة مع زملائه، كان يومها نشيطا يحرك المئات من زملائه في التظاهرات التي نندت بالاعلان السياسي للحوثين في ذلك اليوم، يقول لنا إنه قد وقع على تعهد بألا يخرج مجددا في أي تظاهرة، وقد أعطيت له التحذيرات من امكانية خطفه مجددا وابقائه في السجن إذا عاد لإزعاج الحوثيين مجددا..

إلى الآن يمر أسبوع عن إضراب شامل فرضه دكاترة جامعة صنعاء، تنديدا بعدم صرف مستحقات الأكاديميين بحسب البيان الذي صدر عن نقابة الاكاديميين في الجامعة، بالأمس يصرح محمد الظاهري، وهو رئيس نقابة اساتذة الجامعة، قال " نحن علماء ولسنا عملاء، نفرغ كل ما لدينا من عصارة العلم ونقدمها للطلاب، لا شان لنا بما يحدث.

هذا التصريح جاء بعد أن تعرض الظاهري لمحاولة اعتداء من قبل زميل له في كلية التربية ينحدر من السلالة الهاشمية، ويناصر الحوثيين بقوة، لقد تعرض الظاهري قبل أربعة أيام لمحاولة اعتداء في كلية التربية عندما زارها للاطلاع على مدى سريان عملية الاضراب فيها، وجهت له تهم بالعمالة والارتزاق، وهدد بالتصفية فيما إذا استمر في دعم العدوان على حسب تعبير الجماعة..

هذا حسين حازب، شيخ قبلي عينه الحوثيون وزيرا للتعليم العالي في حكومتهم المشتركة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قال إن وزارته تعد خطة لإنهاء هذا التمرد في الجامعة، لقد صرح أن جامعة صنعاء هي الجامعة الوحيدة في العالم التي تعمل فيها النقابات، متابعا، أنه سيعمل على فرض القوانين على الجميع دون استثناء، ورفض أي عمل يعطل التعليم في الجامعة.

كان أحد المدرسين في الجامعة، قد التقى بالظاهري، خلال الاسبوع الماضي، التقينا به شخصيا- هذا المدرس- وسألناه عن الاضراب، قال إنه عازم على السفر باتجاه عدن - حيث تسيطر الحكومة الشرعية-، بإصرار استطعنا كشف سبب هذا القرار المفاجئ، فهو لم يكن يعمل في الجامعة الا منذ ثلاثة أشهر تقريبا وقدمت له الوعود بتثبيته قريبا، إلا أنه الان يقرر المغادرة، كشفنا منه بعد حديث طويل أنه تعرض للتهديد من قبل مسلحين خارج أسوار الجامعة. قال لنا إنه لاحظ هؤلاء الأشخاص في الجامعة أثناء تواجده مع مجموعة من زملائه؛ لكنه كان يظنهم طلابا في الجامعة، وكانوا يلبسون زيا مدنيا عاديا، التقوا به في الخارج مسلحين وحذروه من العودة مجددا إلى الجامعة، غادر قبل أيام صنعاء ولم يعد موجودا.

 

(م، ن،ت) أحد الموظفين في جامعة صنعاء، تواصلنا معه، وسألناه عن طبيعة الوضع في الجامعة، قال لنا إن الوضع كارثي للغاية، ثمة دكاترة أصبحوا يستدينوا أقواتهم من كل مكان، وربما يسفر هذا الوضع عن مأساة تولد طاقة ثورية في الجامعة، إلا أنه اضاف لنا، أن الجامعة الآن بكافة الموظفين فيها، تخضع لرقابة مشددة بشكل مباشر وغير مباشر من قبل الحوثيين، وأنه لا أحد يتجرأ على الحديث أو الافصاح بشئ.

 

هذه جامعة صنعاء، أسوار مغلقة بالمسلحين، وانتفاضة مرتقبة من الداخل، هل يا ترى تعود فصول الحادي عشر من فبراير مجددا من نفس النهر الذي اندفعت منه الثورة؟

 

تقرير/عمر حسن

 

 

أخبار وتقارير -

منذ 7 سنوات

-

1155 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد